11628 شخصاً… من «بدون» إلى جنسياتهم الأصلية

«الجهاز المركزي» يرصد أصحاب الجنسيات «المخفية» ويواجههم بالمعلومات والمستندات والوثائق

– عدد كبير من الحاصلين على «جوازات مزوّرة» لديهم أقارب مثبتو الجنسية من جنسيات دول الجوار

– حامل جواز إريتري انتهت صلاحيته أواخر 2015 تقدم إلى «الجهاز» طالباً إعادته «بدون» اتضح بالبحث والتقصي أنه سوري

– الحصول على جواز لا يدل على الأصل محاولة يقوم بها البعض للتمويه على جنسياتهم الأصلية

– إيراني ادعى أنه «بدون» ومن حملة إحصاء 1965 استخرج جواز سفر بوليفياً تبيّن أن ابن عمه الإيراني يقيم في الكويت ولديه وعائلته إقامات سارية المفعول

– عائلة عراقية من 34 فرداً (جد وأبناء وأحفاد) ادعت لسنوات أنها «بدون» تم التوصل إلى جنسية الجد المولود سنة 1939 والذي ورد اسمه في سجل رؤساء الجالية العراقية بالكويت

– «فريق البحث الشامل» كشف جنسيات الآلاف من «البدون» من العام 2011 إلى 2017

كشفت آخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، عن توصل الجهاز الى الجنسيات الأصلية لـ11 ألفاً و628 من المقيدين لديه ضمن فئة «البدون» منذ بداية عمله عام 2011 وحتى عام 2017، حيث عدّل 8421 أوضاعهم بالفعل فيما جارٍ تعديل أوضاع 3207 أشخاص.

وأوضحت الإحصائية أن الجهاز توصل الى جنسية 6025 شخصاً ممن يحملون الجنسية السعودية، 5710 منهم عدلوا بالفعل أوضاعهم إلى سعوديين، و315 جارٍ تعديل أوضاعهم، كما توصل الجهاز الى جنسية 3272 عراقياً من المقيدين لديه ضمن فئة «البدون» تم تعديل أوضاع 957 شخصا، وجار تعديل أوضاع 2315، فيما كشف الجهاز عن وجود 828 شخصاً ممن يحملون الجنسية السورية، 150 منهم عدلوا أوضاعهم بالفعل، وجار تعديل وضع 773.

كما بينت الإحصائية وجود 201 شخص يحملون الجنسية الإيرانية، 98 منهم تم تعديل أوضاعهم، وجار تعديل وضع 103، فيما تم تحديد جنسية 67 أردنياً، 49 منهم عدّلوا أوضاعهم، وجار تعديل أوضاع الآخرين، فيما هناك جنسيات أخرى متفرقة تم كشف حقيقة 1085 شخصاً، 779 منهم عدّلوا أوضاعهم الى جنسياتهم الأصلية، و306 جار تعديل أوضاعهم.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الراي» أن إدارات الجهاز المركزي تعمل جاهدة على معالجة أوضاع المقيمين بصورة غيرقانونية، وترصد أصحاب الجنسيات المخفية من «البدون» المسجلين لديها، حيث أصدر رئيس الجهاز صالح الفضالة توجيهاته بضرورة استنفاد كل السبل في البحث والمتابعة واستخدام كل ما هو متوافر من معلومات في أجهزة الدولة المختلقة من أجل جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات.

 

وأشارت المصادر الى أن الجهاز المركزي بحث عن البيانات في وزارات الدولة ونقّب في الوثائق الحكومية القديمة بدءا من الشهادات الدراسية، وهويات العمل، وبصمات الادلة الجنائية، وحركة السفر عبر كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية، وربط ذلك بما هو متوافر لديه من بيانات لدى الجهاز.

ولفتت المصادر الى أن فريق البحث الشامل برئاسة عبدالله الحساوي، وهو أحد الفرق النشطة التي تتولى فحص وتحليل البيانات، ومن ثم التنسيق مع مؤسسات الدولة المدنية والامنية، توصل من خلال الجهود التي بذلها إلى كشف وتحديد جنسيات الالاف من هذه الفئة، كانوا يخفون وثائقهم الدالة على جنسياتهم الاصلية.

ولاحظ فريق الحساوي، وفقا للمصادر أن العديد من الذين حصلوا على جوازات افريقية واسيوية عرفت اصطلاحا لـ(أصحاب الجوازات المزورة) لديهم مؤشرات جنسية وأقارب مثبتو الجنسية من جنسيات دول الجوار، الامر الذي طرح احتمالية ان السعي للحصول على جواز لا يدل على الاصل هو من ضمن المحاولات التي يقوم بعض هؤلاء بها للتمويه على حقيقة جنسياتهم الاصلية، ومن بين تلك الحالات شخص حاز جوازا اريتريا عام 2010، انتهت صلاحيته اواخر 2015 وتقدم إلى الجهاز طالبا اعادته لوضعه السابق كـ«بدون»، وكان الخيط الاول للبحث هو وجود شخص كان مقيدا كـ(عم) للمذكورفي سجلات الدولة وفي لجنة «البدون» السابقة قام بتعديل وضعه الى الجنسية السورية باسم آخر مختلف عن ما هو مدون في أجهزة الدولة، وبعد تبادل المعلومات والمراسلات مع الاجهزة الامنية حول تفرعات صاحب الاسم السوري الجديد، تم اكتشاف شقيق سوري للعم وفق الاسم الجديد يحمل جوازا سوريا صادرا عام 1998، وبالتوسع في دائرة البحث تم التعرف على اسم زوجته في الوثائق السورية حيث تبين مطابقة اسم الزوجة الرباعي في الوثائق السورية لاسم والدة صاحب الجواز الاريتري، كما هو مدون في السجلات الكويتية، وقد تمت مواجهة المعني بالوثائق والادلة وجار التعامل معه وفق الاجراءات المتبعة.

وأشارت المصادر الى حالة أخرى وقع عليها فريق الحساوي، وهي تخص حالة ايراني الجنسية يدعى انه من فئة «البدون» ومن حملة إحصاء 1965 قام في عام 1998 باستخراج جواز سفر بوليفي (احدى دول أميركا الجنوبية) وبمراجعة نظام المعلومات المدنية، تبين ان والده ووالدته وجميع اشقائه قد غادروا البلاد اثناء الغزو العراقي الغاشم الى جهة غير معلومة وهم مسجلون جميعا (هجرة) بنظام المعلومات المدنية، وبعد البحث في شجرة العائلة تم الكشف عن أن أحد أبناء عمه قام بتعديل وضعه من «بدون» الى ايراني من أجل الحصول على ميزة إقامة كفيل نفسه التي يقدمها الجهاز لمن يبادر بتعديل وضعه، كما تبين وجود ابن عم له يقيم في الكويت كوافد إيراني ويحمل جواز سفر إيرانيا هو وزوجته مع اثنين من أبنائه ولديهم إقامات سارية المفعول.

وفي نموذج آخر لكشف الجنسيات، توصل فريق الحساوي، وفقا للمصادر الى وثائق دالة على جنسية عائلة عراقية مكونة من 34 فردا (جد – ابناء – احفاد) كانت لسنوات تدعي أنها «بدون» بعد التوصل الى جنسية الجد المولود عام 1939 والذي ورد اسمه في سلسلة سجل رؤساء الجالية العراقية في الكويت (منذ 1957 وحتى 1990)، وبعد تكثيف البحث تم العثورعلى دفتر نفوس عراقي صادر عام 1979 إضافة الى موافقة رسمية عراقية على منحه بطاقة شخصية عراقية.